Freedom Flotilla: A Turning Point on a Long Path

الاثنين، ٥ أبريل ٢٠١٠

محمد أبو رمّان يكتب: "اختطاف" إسلام أون لاين وصدمة الجزيرة

ما يزال كثيرون يتابعون باهتمام وقلق تطورات أزمة شبكة إسلام أون لاين الشهيرة، وتداعيات توجه جمعية البلاغ القطرية الرسمية على إحداث تغييرات هيكلية بعد التخلّص من العاملين في الموقع ومنهجيته التي سار عليها خلال السنوات الطويلة، وكرّس فيها وجوده كأحد أهم المواقع الإعلامية العربية، وليس فقط الإسلامية.

منذ مدّة، وأنا عازمٌ على الكتابة عن شبكة إسلام أون لاين، لكن شاء القدر أن أؤجِّل ذلك وأُرحِّله لحين الأزمة التي تؤذن بفقدان هذه الشبكة الرائعة المتميزة من المواقع المترابطة، التي باتت إضافة نوعية معرفياً وثقافياً وفكرياً للإعلام العربي.

من دون الدخول في التفاصيل، فإنّ الأسباب ما تزال غير واضحة إلى الآن، وعُرضة للتحليل والتكهُن حتى لدى العاملين في الشبكة. إلاّ أنّ الاحتمال الأرجح هو توجه الحكومة القطرية لتوظيف كافة المؤسسات التي تموّلها وترعاها لخدمة التوسع في الدور السياسي القطري، وقد فشلت بإجبار موقع الإسلام أون لاين على الانخراط في هذا المسار، بل لا تكاد تجد فقرة واحدة في الموقع تتحدث عن قطر.

ما حدث تجاوز العاملين بالموقع إلى توجيه إهانة مباشرة للعلاّمة د.يوسف القرضاوي، الذي استغل اثنان من مجلس الإدارة غيابه فقاموا بفصل العاملين في الموقع، وعندما عاد واحتجّ تمّت إقالته (من رئاسة مجلس إدارة الجمعية) بصورة غير لائقة من قبل الحكومة القطرية.

الصدمة الحقيقية كانت من الموقف غير المهني لفضائية الجزيرة من هذه الأزمة، إذ انحازت بصورة سافرة لموقف الحكومة القطرية ولجمعية البلاغ، ولم تقف لحظة واحدة عند شعاراتها المعروفة (الرأي والرأي الآخر)، فتجاهلت موقف العاملين في الشبكة بصورة كاملة، وروّجت من خلال اللقاءات لموقف الجمعية القطرية!العاملون في إسلام أون لاين أصدروا بياناً يحمل قدراً كبيراً من الأسى على هذا الموقف غير الأخلاقي للجزيرة، وطالبوا القناة بمعاملتهم كما عاملت المسؤولين الصهاينة في العدوان على غزة، عندما كانت تستضيفهم بحجة الرأي الآخر؟!

الانزلاق الشديد للجزيرة تجاوز الحدود مع مقال لأحد مذيعيها المعروفين، علي الظفيري، مليء بلغة عنصرية فوقية، تفوح منه رائحة الاتهامات بحق العاملين بالاسلام اون لاين، بعنوان "صحافة العويل"، فردّ عليه د.هشام جعفر (رئيس تحرير النسخة العربية في الموقع) بمقال بعنوان "صحافة العويل أم مغالطة وتضليل" مفنِّداً الاتهامات التي كالها الظفيري للعاملين في الشبكة.

الآن، يبدو أنّ الجمعية القطرية نجحت في الاستحواذ على الشبكة، لكن هنالك شك كبير في قدرتها توفير طاقم تحريري يحافظ على الإنجاز ويحميه، فضلاً عن أنّ أول ما قامت به الجمعية هو إخفاء موقع "إسلاميون" المتميّز عن الصفحة الرئيسة للشبكة.

ومن المفترض أن يصدر قريباً جداً بيان صحافي من العاملين في شبكة إسلام أون لاين يعلنون فيه إطلاق شبكة إسلامية جديدة بديلة، برعاية القرضاوي نفسه، وبتمويل من علماء واقتصاديين سعوديين وخليجيين.خسرت قطر كثيراً، والجزيرة أكثر، وجميعنا خاسرون من التلاعب بمؤسسة راسخة قوية متقدمة كشبكة الإسلام أون لاين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق