لا يمكن أن يرى ما تقوم به إدارة جمعية البلاغ القطرية سوى أنه، وبلا مبالغة، محاولة قتل عمد وبدم بارد لإسلام أون لاين أمام أعين أولادها... هو بداية النهاية لصرح إسلامي عظيم ليس له مثيل على مستوى العالم.
هل صعب عليهم و أقضّ مضجعهم ولم يهنأ لهم بال أن يكون هناك نموذج إسلامي ناجح، نموذج إسلامي وسطي مستقل مخلص على أعلى مستوى من المهنية والصيت الكبير عالميا، صرح يفيد الملايين في جميع بقاع الأرض، صرح له مصداقيته الواسعة ، وهي معادلة نادرة الحدوث في عالمنا.. أن يجمع شيء ما بين كونه إسلاميا وبين تمتعه بكل تلك الصفات.
هل أتعبهم هذا الأمر لدرجة أن يقوموا بحمل معولهم وهدمه بهذه السرعة والقسوة أمام أعين من سهروا على بنائه لبنة لبنة ورأوه يعلو ويعلو أمام أعينهم.. هذا الصرح العالمي المهول الذي بدأ بمكتب صغير بالقاهرة وليس به غير عدة موظفين لا يتعدون أصابع اليدين.. سهر أولئك القلة على بنائه وأخلصوا في سبيل قضية عليا حتى أصبح إسلام أون لاين على ما هو عليه الآن وتضاعفت المجموعة القائمة عليه من عشرة واحدة إلى عشرات وعشرات في جميع أنحاء العالم.
كيف يفكر هؤلاء القوم هناك في إدارة جمعية البلاغ؟! ليس هناك من وصف لما يدأبون على فعله و يصرون عليه سوى أنه وأد وقتل عمد لذلك الصرح العظيم.
كيف يفكرون وماذا ينوون، وإلى ماذا يخططون، وما مصلحتهم في ما يفعلون؟؟
هل تجبّروا لكونهم أصحاب رؤوس المال وشعروا أن هذا ملكهم فيجب أن يتحكموا فيه، أم هي مصالح مادية لرجال أعمال وشركات تستغل إسلام أون لاين لخدمتها، أم هي أيد خفية لمخططات صهيونية تهدف إلى الإيقاع بهذا الصرح الإسلامي الكبير الذي، من المؤكد أنه، يهدد كيانها؟؟!!
ولو فكرنا أنه مجرد الرغبة في السيطرة والتحكم لأصحاب رؤوس المال، فهو تحكم وسيطرة يمتازان بالغباء الشديد!
بدأوا أولا بقرارت تعسفية لنقل العقول المفكرة والأعين الساهرة على إسلام أون لاين من الإدارة إلى مناصب استشارية. أن تستغني عن عقول من أفضل العقول، وخبرات من أثقل الخبرات، وأن تتغاضى بكل يسر وبرود عن تاريخ طويل وجهد سنوات، هذا هو أعلى مراتب الغباء.
الآن هم يتبعون خطوات الغباء بخطوة تالية فهم يريدون تسريح العاملين، الذين هم أساس نجاح المؤسسة، في يوم وليلة؛ فكيف، حسب ما تمخض عنه تفكيرهم، سيستمر هذا الكيان دون موظفين؟ ألم يفكروا في كيفية سير العمل على نفس الوتيرة قبل أن يحددوا احتياجات المنظمة لكي تستمر على نفس النجاح، ألم يفكروا أن ذلك سيؤدي إلى توقف العمل وفقدان نسبة الدخول العالية للموقع؟؟
يريدون أن يغيّروا من طبيعة الرسالة الإعلامية التي يوصلها الموقع، ألم يفكروا أن هذه الطبيعة الإعلامية هي التي أكسبت الموقع هذا القدر من المصداقية والقبول حتى أصبح من أهم المواقع ليس فقط على مستوى المواقع الإسلامية وإنما على مستوى المواقع الإعلامية بشكل عام.
يريدون أن يغيروا من طبيعة المؤسسة التراحمية التي كانت من أهم ما يميز إسلام أون لاين، ذلك الجو الأسري الذي كان يرعاه أبونا جميعا الأستاذ توفيق غانم الذي كان يتعامل مع الموظفين كأفراد في أسرة واحدة تجمعهم مشاعر التراحم والتكافل، وقد كان دائما نموذجا للمدير الأب والوالد لكل الموظفين، وقد كانت له معنا كموظفين، وأنا منهم، مواقف إنسانية رائعة على المستوى الشخصي بكل إخلاص وصدق وحنان الأب على أولاده، مواقف لن ننساها له طول العمر.
بكل قسوة وبكل غباء يهدمون كل قيمة جميلة في مكان جميل نادر الحدوث في عالمنا وفي وقتنا هذا... كيف هانت عليهم إسلام أون لاين بكل تلك السهولة وكيف جاءتهم كل تلك الجرأة في الضرب بعرض الحائط رغبات الناس في كل مكان في العالم في بقاء إسلام أون لاين منارة يهتدون بها!
ربما ليس المهم أن نعرف أسباب كل ذلك، فمهما كانت أسبابه، ومهما كانت خططهم لمستقبل إسلام أون لاين، فلا يوجد ما يبرر حجم الخسائر التي سنخسرها جميعا من ضياع قيمة كبيرة كإسلام أون لاين.
ما يهم الآن، ليس فقط العاملين بإسلام أون لاين والقائمين عليها، ولكن كل مستفيد من إسلام أون لاين في كل بقعة من بقاع الأرض، أن نقف وقفة رجل واحد في فضح ممارسات إدارة جمعية البلاغ، وبيان تداعيات ما تقوم به، والتصدي لها بكل ما أوتينا من قوة.
فإذا نحن تركنا قيمة كبيرة مثل إسلام أون لاين ليعبث بها العابثون... إذا تركت إسلام أون لاين لأيدي المفسدين ممن ليس لديهم أدنى حس من تحمل أمانة نشر العلم وإعلاء قيم الحق... فكيف لأي شيء قيّم أن تقوم له قائمة بعد ذلك؟
نحن نتحمل الآن واجب وأمانة الدفاع عن قيمة كبيرة، لو تخلينا عنها فلنقل على كل قيمة جميلة السلام...
أدعو كل صاحب قلم، وكل صاحب منبر إعلامي، وكل مدافع عن حق، سواء من العاملين بإسلام أون لاين، أو المنتفعين منها، أو المدركين لأهميتها وقيمتها أن يتصدوا لأيدي العابثين بإسلام أون لاين..
إسلام أون لاين تلك العزيزة الغالية التي أنتمي إليها قلبا وقالبا وأعتز بها وسأسعى، ما استطعت، للدفاع عنها كي تبقى منارة للإنسانية كما كانت وستبقى بإذن الله..
ليلى القراقصي - منقول عن الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق